يدخل الغرفه بهدوء تام يمشى على مهل إلى وسط الغرفه بفتح بعنايه قفل دولابه الصغير يخرج منه البوم صور و منديل نسائى معطر بعطر فواح و شريطين كاسيت يدس الشريط الاول بعنايه فى الكاسيت بجوار الشرفه و يجلس على الكرسى الهزاز و تبدأ الاغنيه (أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدى) يفتح الالبوم و ينظر إلى الصور يضحك تاره و يبكى تاره يتذكر ذكريات تتدفق فى رأسه كالطوفان هاهى فى اول صوره تجمعنا هاهى فى يوم خطوبتنا هاهى فى يوم زفافنا هاهى فى يوم رزقنا الله بأول طفل لنا هاهى بجوارى فى المستشفى عندما كنت مريضا هاهى عندما حصلت على الدكتوراه و هى بجوارى سعيدههاهى عندما رزقنا الله بطفلنا الثانى هاهى عندما حصلت على الدكتوراه و انا بجوارها سعيد ها هم ابنائونا تخرجوا من الجامعه و صورتنا الجماعيه المفضله لى و الاحفاد يلهون حولنا ياه يا ذكرياتى ما اروعك ما اجملك كيف اعيش من دونك كيف كانت حياتى ستكون لولا دخولك يارفيقه عمرى فيها كيف كانت حياتى ستكون لولا الذكريات و يستمرفى النظر فى البوم الصور يلتمس منها ضحكاتها الصافيه يتذكر كل صوره بتفاصيلها بحكايتها . يلتمس المنديل و يشم رائحته العطره عسى ان يشم فى المنديل رائحتها التى افتقدها كثيرا و يتذكر متى اهدى لها ذلكالمنديل . و متى كان اول مره يلمس ذال المنديل وجهها . عندما كانت تبكى عند وفاه والدتها مسحت بهذا المنديل دموعها و استقرت فى حضنه تبكى . انتهت الاغنيه افاق على صوت نهايه الشريط ، تذكر حكايه تلك الاغنيه معهما حيث كانا دائما فى شوق للقاء بعضهم البهض و عندما يتذكر أحدهما الاخر يستمع إلى تلك الاغنيه التى تمد لهم الامل فى اللقاء و العوده . تنتهى الاغنيه فيضع الموسيقى المفضله لديهم يخيل له صورتها بيتسم يمسك يديها تتمايل فى يده تطلق ضحاتها العفويه يرقصون و يرقصون إلى ان ينهكون تنتهى الموسيقى ضمها إليه و لكنه يفيق و لا يجد امامه الا سرابا هكذا كان يفعل دائما فى الماضى البعيد و لكنها الان رحلت ذهبت بلا عوده و تبقى معه اطياف الذكريات يتذكر اغينه ورده ( ذكرياتى يا ذكرياتى انتى كل حياتى و اكتر من حياتى انتى كل بسمه بتواسى اهاتى ) تنتهى الموسيقى و يطفئ الكاسيت و يقبل صورتها التى تقع بحجم الالبوم بأكمله و يقول لخها كل عام و انى حبيبتى كل عام و انتى معى و يغلق الالبوم و يضع كل اشيائه فى الدولاب بكل حرض و يغلق الغرفه و يقفل الباب .
نعم لقد كانا يفعلان ذلك سويا فى كل سنه من سنوات زواجهم فى عيد زواجهم يدخلان إلى الغرفه يستمعان معا الى اغنيتهم المفضله يتبادلان الضحكات و الذكريات فى كل صوره من صور الالبوم يرقصان حتى منتصف اليل على انغام الموسيقى ، نعم لقد احتفل بمفرده للتو بعيد زواجهما الخمسين وحيدا بمفرده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق